الوطن هو ذلك النسيج الاجتماعي الذي يغطي كل من لجأ إليه، وهو الدفء لكل مواطن على أرضه، وهو الأم والأسرة والعائلة لكل من سكن فيه، وهو المكان الذي يجمع كل حبيب وقريب وغريب وبعيد، والمكان الذي يعيش على خيراته ويأكل من ثمراته كل من تعلق فيه، وهو صمام الأمان الذي ينعم به من ضحا من أجله وثابر ولم يكن له من الهاجرين؛ فالوطن لا يقبل الهجران فحب الوطن يولد مع الإنسان ويرتبط به ارتباطاً وثيقا لا ينفك عنه ونقدم لكم حديث عن الوطن

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك))؛ رواه الترمذي.
كلمات قالها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو يودِّع وطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًاولقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في الرقية: ((باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا))؛ رواه البخاري ومسلم
والشفاء في شم المحبوب، ومن ألوان الدواء لقاءُ المحبِّ محبوبَه أو أثرًا من آثاره؛ ألم يُشفَ يعقوبُ ويعود إليه بصره عندما ألقَوْا عليه قميصَ يوسفَ؟